قلب الدين حكمتيار.. "الإخواني" على كل الموائد
الجمعة 16/أغسطس/2019 - 11:46 ص
طباعة
حسام الحداد
قلب الدين حکمتيار (گلبدين حکمتيار: بالباشتو) مؤسس الحزب الإسلامي الأفغاني، يعتبر أحد قادة المجاهدين الأفغان لا سيما إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان بين 1979 و 1989. تلألأ نجمه بعد تأسيس جماعته الجهادية لمحاربة الغزاة الروس في أفغانستان وعقب انسحاب الجيش السوفياتي عام 1989، أصبح رئيساً لوزراء أفغانستان في التسعينيات من القرن المنصرم، واحد قادة الحرب أهلية.
حياته
ولد قلب الدين حكمتيار، في إحدى قرى مديرية إمام صاحب التابعة لولاية قندز 1947 وهو العام نفسه الذي هاجرت فيه أسرته من ولاية غزنه لتحط رحالها في قندز.
والتحق بإحدى المدارس العسكرية ثم تحول إلى مدرسة شيرخان الثانوية ومنها التحق بكلية الهندسة في جامعة كابل عام 1969.
في التنظيم
بدأ تعرفه على شباب التيار الإسلامي بالجامعة، وسرعان ما أصبح عضوا ناشطا بينهم، اعتقل عام 1971 وحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة قتل أحد الطلبة الشيوعيين في المظاهرات لكنه استطاع الفرار إلى باكستان عام 1974 ولم يتمكن من إتمام دراسته.
تأثر قلب الدين حكمتيار بالجو الذي كان يعيشه التيار الإسلامي الناشئ في بداية الستينيات كرد فعل على الحركة الشيوعية التي ازداد تأثيرها في المجتمع الأفغاني في عهد الملك السابق محمد ظاهر شاه ورئيس وزرائه محمد داود.
للمزيد عن جماعة الاخوان المسلمين : اضغط هنا
وكانت قد تألفت بعض التشكيلات الإسلامية لمناهضة المد الشيوعي وظهرت أولى الحركات النشطة تحت مسمى "الشباب المسلم" و"جمعية خدام الفرقان" ثم "الجمعية الإسلامية" التي تعتبر أقدم التشكيلات الإسلامية فواجهها رئيس الوزراء محمد داود بإجراءات تعسفية نجم عنها قتل عدد كبير من قادة الجمعية الإسلامية واعتقال آخرين.
قاد رئيس الوزراء محمد داود انقلابا سياسيا على الملك محمد ظاهر شاه أثناء زيارة له إلى أوروبا في يوليو 1973، وبعد أن نجح في الإطاحة به، أعلن إلغاء الملكية واستبدالها بنظام جمهوري، وازداد قمعه للحركة الإسلامية فألقى القبض على عدد كبير من قادتها مثل عبد رب الرسول سياف والدكتور محمد خان نيازي.
وحينما تولى نور محمد تاراكي الحكم بعد انقلاب دموي قتل فيه محمد داود عام 1978 أمر بتصفية جميع المعتقلين السياسيين من أعضاء الجمعية الإسلامية فقتل الدكتور محمد نيازي ومعه عدد من تلاميذه في عام 1977 ونجا من هذه المذبحة عبد رب الرسول سياف الذي خرج من السجن في عهد الرئيس الأفغاني الأسبق بابرك كارمل عام 1979.
وفي عهد الجنرال ضياء الحق قدمت باكستان التي كانت تخشى المد الشيوعي القادم من أفغانستان دعمها للإسلاميين الأفغان، وكان حكمتيار يدها النافذة داخل أفغانستان آنذاك خاصة بعد أن قتل والده واثنان من إخوته في سجون كابل بعد مجيء الشيوعيين إلى السلطة في إبريل 1978.
الحزب الإسلامي
أسس حکمتيار خلال منفاه بباکستان الحزب الإسلامي فی 1975 لمناهضة نظام الرئيس داود خان بأفغانستان. استقر مقر الحزب الإسلامي فی البداية بمنطقة ناصر باغ ومخيم شمشاتو للاجئين الأفغان بباکستان حيث کان جاهزاً للعمل والقيام بمهمة ما داخل الأراضی الأفغانية. كما أسس حکمتيار بعد ولادة حزبه المعارض شبکة اجتماعية وسياسية داخل المخيمات لإدارة کافة الشؤون من المدارس إلی السجون ولکن بمبارکة مباشرة من المخابرات الباکستانية.
وأغلقت کافة مکاتب الحزب الإسلامي فی 10 فبراير 2002 بإيران وتم نفی حکمتيار من هناك بناءً علی طلب من السلطات الإيرانية ومنذ ذلك الحين لم يحدد مکانه بالضبط، ولكن عاد ليفتح الحزب مجددا في 2007.
وذكر راهام سوفائير، مؤلف كتاب «التصدي لإيران.. القوة، والدبلوماسية والتهديد الإيراني»، ان قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي، تلقي تمويل من المخابرات الامريكية، ثم الحرس الثور الايراني، قائلا " قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي مولته الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) أولا قبل أن تموله إيران".
تاريخ من المناورات
وتميز التاريخ السياسي لحكمتيار بكثرة التحالفات فقد شارك مع الفصائل الجهادية في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي التي اندلعت بين عامي 1979 - 1989، وكان عضوا في الاتحاد الإسلامي الذي رأسه عبد رب الرسول سياف في الفترة من 1983 – 1985 ثم شارك في تحالف المنظمات السبع.
وعقب انسحاب الجيش السوفياتي عام 1989، اختير في 24 فبراير 1989 وزيرا للخارجية في حكومة المجاهدين الأفغان إلا أنه جمد عضويته في الحكومة في أغسطس 1989.
حرب المجاهدين
وسرعان ما اندلع القتال بين فصائل المجاهدين بعد دخولهم كابل. وقد تسبب ذلك القتال في عقد العديد من التحالفات والتراجع عنها وكان حكمتيار في كل تلك التحولات عنصرا فاعلا، لكنه حافظ مع ذلك على خلافه مع رباني ومسعود حتى أخرجتهما حركة طالبان من العاصمة كابل.
ومع بداية حكم المجاهدين الأفغان، نشبت الحرب بين الحزب الإسلامي "الجهادي" بزعامة "قلب الدين حكمتيار" وبين حزب الجمعية الإسلامية "الجهادي" بزعامة "برهان الدين رباني"، وهما الجناحان الرئيسيان من أصل سبعة فصائل قادت حركة المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال السوفياتي، والنظام الموالي له في كابل. وامتدت الحرب بينهما إلى بداية الحرب الجديدة بين حكومة "رباني" (الجهادية) وبين حركة "طالبان" (الجهادية).
كانت حرب المجاهدين ضد المجاهدين عنيفة وقاسية، ويقول البعض إنها كانت أشد قسوة ما بين المجاهدين والشيوعيين، بل إن "قلب الدين حكمتيار"، أحد أبرز قادة الجهاد الأفغاني ضد الحكم الشيوعي، قد تحالف مع القائد الشيوعي "عبدالرشيد دوستم" ضد حكومة المجاهدين برئاسة "رباني".
ويذكر "جمال خاشوقجي" في مجلة "الوسط" (22 أغسطس 1992) أن بعض العرب قد توسطوا لدى «حكمتيار» لوقف القتال ضد "رباني".. وقالوا له: إن صواريخك تقتل الأبرياء في كابول.. ولكنه كان عنيفًا ويرد بحسم: "أنا أعرف أين تسقط صواريخي".
وكان «نواز شريف» رئيس وزراء باكستان يقول مستغربًا: مَنْ يقاتل حكمتيار في كابول؟.. ثم كان أن أعلن "المجاهد الكبير"- "حكمتيار" عزل "رباني"، وأعلنَ "المجاهد الكبير"- "رباني" خيانة "حكمتيار"!
كان "حكمتيار" يقول: إن "حكومة المجاهدين" برئاسة "رباني" عقبة في طريق الدولة الإسلامية، وإنه هو وحده الذي يملك الخطة الكاملة لإقامة الدولة الإسلامية في أفغانستان. وكان "رباني" يقول: إن "الحزب الإسلامي" بزعامة "حكمتيار" عقبة في طريق الدولة الإسلامية، وإنه هو وحده الذي يملك الخطة الكاملة لإقامة الدولة الإسلامية في أفغانستان!
وفي 25 أبريل 1992سارعت قوات مسعود تساندها ميلشيات الجنرال عبد الرشيد دوستم إلى قتال قوات حكمتيار التي سبقتهما إلى كابل، واستمر القتال يومين أجبر بعدها حكمتيار على الانسحاب إلى جنوب العاصمة.
وفي 25 مايو 1992 ، عقد لقاء بين حكمتيار ومسعود شاه احد قادة الفصائل الاسلامية المسلحة "المجاهدين"، والذي عرف بتحالف الشمال.
وفي 6يوليو 1992تسلم عبد الصبور فريد أحد قادة حكمتيار رئاسة الوزراء حسب معاهدة بيشاور.
وفي اغسطس 1992، قصفت قوات حكمتيار العاصمة كابل بشدة بحجة وجود ميليشيات القائد الشيوعي عبد الرشيد دوستم. مما أدى إلى مقتل قرابة ألف شخص وجرح آلاف آخرين، وفي 18 أغسطس فصل رباني حكمتيار من مجلس القيادة وفصل كذلك عبد الصبور من رئاسة الوزراء.
29 أغسطس 1992، أتفق رباني وحكمتيار بعد ثلاثة أسابيع من المعارك العنيفة على وقف إطلاق النار الذي خلف أكثر من 4 آلاف قتيل وقرابة 200 ألف مشرد من العاصمة.
30 ديسمبر1992، رفض حكمتيار انتخاب رباني رئيسا لأفغانستان من قبل مجلس شورى أهل الحل والعقد.
رئيسًا للوزراء
وفي 7 يوليو وقعت اتفاقية سلام في إسلام آباد بين الفصائل الأفغانية ونصت على أن يكون رباني رئيسا لمدة 18 شهرا وحكمتيار رئيسا للوزراء وسط احتفال ضخم أقيم بکابول ولکنه جر البلاد إلی حرب أهلية بمشارکة قادة آخرين من المجاهدين الأفغان، و حلف حكمتيار اليمني كرئيس للحكومة في 17 يونيه 1993.
وفي 1994 نشبت الخلافات بينه ويبن رباني وقدم استقالته ووقع قتال شديد بين القوات الحكومية وقوات حكمتيار شرقي العاصمة في محاولة من الطرفين للسيطرة على المناطق الاستراتيجية.
حكمتيار ورباني
تعتبر علاقة حكمتيار مع القيادي بجماعة الإخوان، وأحد قادة الفصائل الاسلامية في أفغانستان ابان الحرب ضد السوفييت، برهان الدين رباني، احد امثله علي الانتهازية والمكر في صفوف جماعات الاسلامي السياسي، فقد اتفق حكمتيار ورباني في 1974 على إعادة تنظيم الجمعية الإسلامية الأفغانية في المهجر في منطقة بيشاور الباكستانية على أن يتولى رباني رئاسة الجمعية وشؤون العلاقات الخارجية بينما يتولى حكمتيار الشؤون الداخلية والعسكرية. ولكن سرعان ما تفجرت الخلافات بين الاثنين وتطورت حتى خرج حكمتيار من الجمعية ليؤسس الحزب الإسلامي، ثم الي حرب بين الاثنين في صراع علي كرسي السلطة في أفغانستان.
للمزيد عن برهان الدين رباني:" اضغط هنا".
في 24 مايو 1996، اندلعت معارك شرسه بين قوات حكمتيار وقوات رباني انتهت بعقد اتفاقية سلام بينهما بعد أن ظهرت على الساحة حركة طالبان وكادت تقضي عليهما معا واقتضي الحال التنسيق بينهما فاتفق الطرفان على تشكيل حكومة انتقالية تحضر للانتخابات، واتفقا على أن تكون رئاسة الوزراء والدفاع والمالية للحزب الإسلامي.
واستمرت قوات حكمتيار في قصف كابل بحجة إخراج قوات القائد الشيوعي عبد الرشيد دوستم وإلحاق هزيمة بقواته وقد سقط نتيجة لذلك القصف أعداد كبيرة من المدنيين.
انتقادات له
وجهت لحكمتيار أصدرت منظمة أطباء بلا حدود من مقرها في باريس تقريراً تتهم فيه مقاتلي حکمتيار بخطف وسرقة قافلة مکونة من 96 حصاناً تنقل إمدادات طبية وأموالاً إلی شمال أفغانستان فی 1987 وأضاف التقرير أن تيري نيکيت أحد منسقی المساعدات الإنسانية المکلف بنقل المعونات إلی القری الأفغانية هناك، لقی حتفه بأيدی مقاتلين مواليين لحکمتيار فی 1986.
تشير بعض التقارير الاستخباراتية أيضاً أن الصحفيين الأمريکيين "لی شبيرو وجيم لندالوس" اللذين کانا يرافقان حکمتيار عام 1987 لم يُقتلا بنيران الجيش السوفياتی کما ادعی أنصار حکمتيار بل ماتا إثر اندلاع اشتباك بين قوات قلب الدين حکمتيار ومقاتلين من حزب متناحر آخر وتشير التقارير أيضاً إلی مفاوضات سرية جرت بين قادة الحزب الإسلامي ومليشيات محلية شمالی أفغانستان.
تعرض حکمتيار لانتقاد سافر آخر وهو تلقيه 600 مليون دولار من أمريکا بذريعة محاربة الجنود السوفييت ولکنه لم يحقق أي إنجاز علی الصعيد الميداني للمعارك الطاحنة ضد الروس بل أنفق الأموال فی سبيل تدريب مقاتلين أجانب من مختلف دول العالم والقضاء علی الآخرين من المجاهدين الأفغان وتبني استراتيجيةً مناهضةً للغرب رغم تلقيه کافة المساعدات الأمريکية، تسلم حکمتيار أيضاً دعماً لا يستهان به من السعودية.
ظهور طالبان
ولكن في 8 أغسطس استولت حركة طالبان على كابل مما اضطر حكمتيار للخروج إلى المناطق الشمالية التي تسيطر عليها الجبهة المتحدة الإسلامية القومية لتحرير أفغانستان (التحالف الشمالي) والعمل معهم على إسقاط حركة طالبان.
و اختفى حكمتيار عن الساحة بعد وصول طالبان إلى سدة الحكم في كابل وبسط سيطرتها على أكثر من 90% من أراضي البلاد، وانتهى به المطاف لاجئا في طهران، إلا أن الإيرانيين قرروا في شهر فبراير 2002 طرد حكمتيار من طهران وإغلاق مكاتب حزبه في إيران.
واتهمت طهران حكمتيار وحزبه بالإساءة للضيافة التي منحتهم إيران إياها بإصراره على محاربة حكومة حامد كرزاي. وقد اضطر حكمتيار إلى العودة إلى أفغانستان، حيث اختبأ في مكان مجهول هربا من الحكومة التي هددت باعتقاله ومحاكمته لارتكابه جرائم حرب، حتي ظهوره مجددا في 2013.
رفضه الاحتلال الأمريكي
وظهر مجددا بعد سقوط حركة طالبان، والاحتلال الامريكي، لأفغانستان وأعلن عام 2003 انضمامه لصفوف المقاومة ضد القوات الأجنبية
وفي 6 مايو عام 2002، أطلقت طائرة MQ-1 صاروخاً من طراز AGM-114 وهو صاروخ جو-أرض باتجاه موکبه ولکن الصاروخ أخطأ ولم يصب الهدف بل وقع قرب مدرسة محلية هناك وأودی بحياة عدد من المدنيين. تتهم الولايات المتحدة حکمتيار بالوقوف وراء دعوة عناصر طالبان إلی الوحدة وتسوية الصفوف ومحاربة قوات التحالف بأفغانستان، کما تتهمه بتقديم مکافأة وجوائز نقدية لمن يقتل أو يجرح الجنود الأمريکان. وصف الحکوميون بإدارة حامد قرضاي المدعومة أمريکياً حکمتيار بمجرم حرب، کما يشتبه بتورطه فی محاولة فاشلة نُفذت فی 5 سبتمبر 2002 لاغتيال فاشلة للرئيس الأفغاني حامد قرضاي.
أصدر حکمتيار فی سبتمبر 2002 شريطاً يدعو الناس للجهاد ضد القوات الأمريکية بأفغانستان.
وصفت وزارة الخارجية الأمريکية فی بيان مشترك أصدرته فی 19 سبتمبر 2003 قلب الدين حکمتيار بـ"إرهابی عالمي" وقد ترجم البعض هذا الوصف أنه يعنی تجميد کافة الممتلکات والأموال الخاصة بحکمتيار داخل الأراضی الأمريکية وخارجها بأسرع وقت ممکن کما طالبت أمريکا لجنة الأمم المتحدة لشؤون الإرهاب بملاحقة وتطبيق الدعوی القضائية هذه، کما اعتبرت حکمتيار مساعداً لبن لادن.
توصل حکمتيار إلی هدنة مع عدد من القادة المحليين فی جلال آباد وکنر ولوجر وسروبي فی أکتوبر 2003 ودعاهم إلى محاربة الغزاة الکفرة فقط.
حكمتيار وتنظيم القاعدة
فی 25 ديسمبر 2002، ووردت أنباء کشفت عنها وکالة الاستخبارات الأمريکية أن حکمتيار يسعی للانضمام إلی تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ونقلت الوکالة اعتراف حکمتيار بالقول أنه مستعد لمساعدة إخوانه بالقاعدة ولکنه نفی تقديم أی دعم أو تشکيل تحالف مع تنظيم القاعدة أو حرکة طالبان ضمن شريط مصور آخر أصدره فی 1 سبتمبر 2003 بل أشاد بالهجمات التی تستهدف القوات الأمريکية والناتو فی البلاد.
وفی مايو 2006، أصدر حکمتيار تسجيلاً مصوراً خص به قناة الجزيرة القطرية واتهم فيه إيران بالوقوف وراء دعم أمريکا للحرب فی أفغانستان وأعلن عن استعداده لدعم تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن ومحاربة القوات الغازية فی البلاد، کما اتهم أمريکا مباشرة بالوقوف خلف الصراعات فی العراق وفلسطين وأفغانستان.
في سبتمبر 2006، أوردت وکالات أنباء عالمية أخباراً تفيد باحتجازه لکن الأنباء تم نفيها فی وقت لاحق.
وفي يناير 2007، نقلت شبکة سي إن إن الأمريکية عن حکمتيار اعترافه بمساعدة زعيم القاعدة أسامة بن لادن بالهروب من جبال تورا بورا فی 2001 وتوفير ملاذ آمن له من قبل أنصاره. نقلت إذاعة بي بي سي مقابلة له فی ديسمبر 2006 أجرتها معه قناة جيو تي في الباکستانية اعترف فيها بمساندة بن لادن وأيمن الظواهري وقادة کبار آخرين من القاعدة بالهروب من کهوف تورا بورا ونقلهم إلی مکان آمن.
كما ادان حكمتيار بتمثيل الولايات المتحدة بجثة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وإلقائها في البحر. وشبه حكمتيار عملية الاغتيال بتمثيل كفار مكة بجثة حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال زعيم الحزب الإسلامي بأفغانستان في تسجيل خص به الجزيرة: "الطريقة التي عومل بها بن لادن ستكون دافعا للانتقام لمقتله".
الحوار مع حكومة كرزاي
في عام 2007 أعلن حكمتيار وقف تعاونه مع طالبان وأبدى انفتاحه للحوار مع الرئيس حامد كرزاي. وسعي لانضمامه إلى حكومة كرزاي ممثلا عن المجاهدين.
وحتى كرزاى الذى له معرفة قديمة بأجواء أحزاب المجاهدين وقت السوفييت ـ يعرف أن حكمتيار متآمر وعنيف ولا يطيق رؤية من يمكنه أن ينافسه على الاستفراد بالقمة.
انتخابات الرئاسية
عاد للظهور عام 2013 بعد هروب استمر طويلاً.. حيث تحدث إلى صحيفة "ديلي تيليجراف" البريطانية.. محذرا من الانحدار نحو الفوضى، وأنه لا بد من "الانتقال السلمي" للسلطة عبر "انتخابات" حرة وعادلة.. ومن يفوز يجب أن "يقبل" به الجميع.. وقال: إن الحزب الإسلامي بزعامته مستعد لخوض الانتخابات الرئاسية 2014!
وهو ما دعا الصحيفة البريطانية للقول: "إن أمير الحرب الدموي يتحدث عن (ديمقراطية) و(انتقال سلمي).. كأنه مراقب انتخابات يعمل في الأمم المتحدة".
حكمتيار وإيران
ويكشف الكاتب الايراني أمير طاهري في مقاله له تحت عنوان" التحدي الإرهابي: الفهم وسوء الفهم "، بصحيفة الشرق الاوسط ان الحرس الثوري الايراني مول قلب الدين حكمتيار رغم المذابح التي ارتكبها في حق الشيعة، قال: وفي أفغانستان، وفرت إيران المأوى لعدة سنوات، كما أنها مولت «الحزب الإسلامي» بقيادة قلب الدين حكمتيار على الرغم من أن الحزب نفذ مذابح بحق عدد قليل من الشيعة الأفغان في أوائل فترة التسعينيات.
وقد لجأ حكمتيار الي ايران، عقب سيطرة حركة طالبان علي كابول في 1996، إلا أن الإيرانيون قرروا في شهر فبراير 2002 طرد حكمتيار من طهران وإغلاق مكاتب حزبه في إيران.
حكمتيار وباكستان
كما استفاد قلب الدين حكمتيار من المخابرات الأمريكية والحرس الثوري الإيراني، استفاد أيضا وبشكل قوي من الحكومة الباكستانية، فقد لجأ اليها عام 1975، وثم سرعان ما نسجت علاقات قوية مع اجهزتها الامنية.
فقد كان أداة وذراع باكستانية في الشأن الافغاني، واسس حكمتيار حزبه" الحزب الاسلامي " في باكستان قبل حرب ضد السوفيت.
وذكرت تقارير اعلامية، أن حزبه كان يحصل عن طريق السلطات الباكستانية وتحديدا الاستخبارات العسكرية ISI وبموافقة الرئيس الباكستاني وقتها ضياء الحق وأوامره المباشرة على نصف مجموع المساعدات الخارجية المقدمة إلى ” المجاهدين” الأفغان وقتها، والنصف الباقي كان يوزع على ستة أحزاب أخرى ، إضافة إلى مجموعات صغيرة منقسمة عنها .
وبعد وصول حكومة (بينظير بوتو) لحكم باكستان، كانت معادية للنظام السابق ولجميع رموزه وأدواته فشمل ذلك حكمتيار وحزب إسلامي التابع له.
حكمتيار وداعش
وعقب ظهور داعش واتهامات بوجود علاقة بين تنظيم الدولة الاسلامية و «الحزب الإسلامي» بزعامة رئيس الوزراء الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار، خرج الحزب لينفي تقارير صحافية نشرت في باكستان عن إمكان انضمامه إلى تنظيم «داعش».
وكانت وسائل إعلام غربية نقلت عن أحد قادة الحزب الميدانيين قوله إن له علاقة ببعض عناصر «الدولة»، وأن «قيادة الحزب تدرس إمكان إعلان الولاء والانضمام إلى التنظيم.
لكن الناطق باسم الحزب هارون زرغون، نفى بشدة ما جاء في هذه التقارير، وقال إن «الحزب كله لا يعترف بالقائد الميداني الذي أدلى بهذه التصريحات، ولا صلة له بكوادر الحزب ومقاتليه، مضيفاً أن «الأنباء عن إمكان انضمام ومبايعة الحزب الإسلامي الدولةَ الإسلامية غير صحيحة على الإطلاق». ونفى زرغون أي علاقة بالمنشورات التي وزعت في بيشاور ومخيمات اللاجئين الأفغان خلال الأيام الماضية وتحض على مبايعة التنظيم.
وكان مجهولون وزعوا منشوراً من اثنتي عشرة صفحة بلغتي البشتو والداري (الفارسية الأفغانية) في بيشاور ومخيمات اللاجئين الأفغان المحيطة بها يدعو إلى مناصرة «داعش» وتأييده ومبايعته. وأشار الناطق باسم الحزب إلى أن «داعش» نشأ «ردَّ فعل على السياسات الغربية والأميركية تجاه المسلمين وسياسة الهيمنة والغطرسة والقتل العشوائي الذي مارسته الولايات المتحدة وتعذيب المسلمين».
وكان قلب الدين حكمتيار نشر مقالة قبل أيام في جريدة «شهادت» الناطقة باسم الحزب، جاء فيها أن «تنظيم الدولة جاء رداً على الهمجية الأميركية، والتنظيم يكسب شعبية متزايدة بسبب معاداته الولايات المتحدة»
حكمتيار. رجل الصفقات
يعتبر حكمتيار احد القيادات المحسوبة علي جماعة الاخوان المسلمين في أفغانستان، وتاريخه السياسي والعسكري يشير الي أنه رجل انتهازي ورجل الصفقات القذرة، فهو مثال للسياسي الانتهازي والذي مستعد لان يعوم علي بحر من الدماء للوصول الي هدفه، فكل من يعرف حكمتيار يراه متآمر وعنيف ولا يطيق رؤية من يمكنه أن ينافسه على الاستفراد بالقمة.